The Prophet Muhammad’s (s.a.w) Mosque (Masjid al-Nabawi) in the City of Madinah is frequently visited by Muslims who generally stop there during the annual Hajj Pilgrimage, or upon the smaller Pilgrimage known as "Umrah."
تولّى الله تعالى تربية نبيه الأکرم محمد صلوات الله عليه وآله، حيث أسبل عليه رحمة غير محدودة، إذ آواه بجده عبدالمطلب ثم بعمه أبيطالب، فکانا يقدمانه على أنفسهما و على جميع أبنائهما، و قد عبّر الرسول عن ذلک بقوله {أديني ربي فأحسن تأديبي} 1.
کانت ولادته في عام الفيل بعد خمسة و خمسين، أو خمسة و أربعين يوماً من هلاک أصحاب الفيل في شهر ربيع الأول2 ، و من أسمائه: محمد و أحمد، و الماحي الذي يمحو الله به الکفر، و کنيته المعروفة أبو القاسم.
و تنقسم حياته (ص) بشکل أوّلي إلى مرحلتين مميزتين تماماً، و هما:
المرحلة الأولى من الولادة حتى البعثة، و تبلغ أربعين سنة.
المرحلة الثانية: من البعثة حتى الوفاة، و تبلغ ثلاثاً و عشرين سنة.
و عرف محمد بن عبدالله (ص) في جميع مراحل حياته بالخلق الطيب و الابتعادعن کل ما يميل إليه الشباب في ذلک العصر، حتىٰ أنه عرف بين أهل مکة لخلقه بالصادق الأمين، و وصفه القرآن بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}3 .
و لقد تميز (ص) بأنه لم يتعلم القراءة و الکتاب، عند معلم بشري و لم ينشأ في بيئة علمية، ومع ذلک جاء بدين قيّم للبشر جهاد، وحيث أنزل الله عليه الوحي و هو في غار حراء الذي کان دائماً يتعبد فيه و بدأت بعثته و رسالته ؟
فهو في الشجاعة يحتل المرتبة الأولى، و في الزهد المکانة العليا إذ جاءته ابنته فاطمة (ع) بکسرة ؟ فقال: أما أنه أول طعام دخل فمي منذ ثلاثة أيام.
و في الحياء و التواضع أسمى الدرجات فيأکل کما يأکل العبد و يجلس کما يجلس العبد، و کان لايقول لشيء لا، بل يسکت.
کان يعيش في المسلمين کأحدهم و أجود الناس کفّاً يفيض حناناً و عطاء على الجميع، و يعطف على الصغير، و يوقر الکبير، و انشأ الدولة الإسلامية بجهاده و خلقه و سلوکه و ترک لها قيادة تنوب عنه، و تمثل خطّه الرباني و تحفظ أمته من أنواع المؤامرات.
- ـ بحار الأنوار 16: 210.
- ـ بحار الأنوار 15: 25.
- ـ القلم:4.
1 ـ نسبه الشّريف :
هو مُحمّد بن عبد الله بن عبد المُطّلب بن هاشم بن قصيِّ بن كلاب بن مُرّة ، ينتهي نسبُه الشّريف إلى النَّبيّ إبراهيم الخليل (ع) . وأُمّه آمنة بنت وهب من النّساء الطاهرات .
وقد كان أجداده طاهري النَّسب من الآباء والاُمّهات ؛ إذ صرّح (صلّى الله عليه وآله) في أحاديث رواها السنَّة والشّيعة بذلك ، فقد جاء عنه (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : { نُقلتُ منْ الأصلابِ الطَّاهرةِ إلى الأرحامِ الطَّاهرة ، نكاحاً لا سفاحاً } 1.
وقال الإمام أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب (ع) : { وأشهدُ أنّ محمّداً عبدُهُ ورسولُهُ وسيِّدُ عباده ، كُلّما نسخَ اللهُ الخلقَ فرقتينِ جعلَهُ في خيرِهمَا ، لَمْ يُسهمْ فيهِ عاهرٌ ، ولا ضربَ فيهِ فاجرٌ } 2.
كما ذكر الإمام الصادق (ع) ذلك مُفسّراً الآية : { وَتَقَلُّبَك في السَّاجِدِينَ } : { أي : في أصلابِ النَّبيّين ؛ نبيٌّ بعد نبيٍّ حتّى أخرجهُ منْ صُلبِ أبيهِ عَنْ نكاحٍ غيرِ سفاحٍ ، منْ لدُنْ آدم } 3.
2 ـ مولده (صلّى الله عليه وآله) :
وُلد النَّبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) في عام الفيل 570م 4باتّفاق كُتّاب السيرة ، في السّابع عشر من ربيع الأوّل عند الشّيعة الإماميّة ، والثاني عشر عند المشهور من العامّة .
وقد وقعت يوم ولادته أحداثٌ عجيبةٌ ، فقد وُلد مختوناً مقطوع السّرة ، وهو يقول : { اللهُ أكبرُ ، والحمدُ له كثيراً ، وسُبحانَ الله بكرةً وأصيلاً } . كما تساقطت الأصنام في الكعبة على وجهها ، وخرج نورٌ معه أضاء مساحة واسعة من الجزيرة العربية ، وانكسر إيوان كسرى وسقطت أربعة عشر شرفة منه ، واُخمدت نارُ فارس التي كانت تُعبد 5 إلى غير ذلك .
تُوفِّي والده عبد الله وهو في بطن أُمّه ، وتوفِّيت أُمّه وهو في السادسة من عُمره ، فتكفّله جدّه عبد المُطّلب ، إلاّ أنّه فقده أيضاً في الثامنة من عمره ، فتكفّله عمّه أبو طالب .
3 ـ معاجزُهُ وفضائلُهُ ومناقبُهُ :
وهي أكثر من أنْ تُذكر أو يحويها فكرٌ ، ولكنْ لا مانع من ذكر بعضها على نحو الاختصار ، وإلاّ فهي كثيرة ذكرها ابن شهر آشوب : أنّها أربعة آلاف وأربعمئة وأربعين مُعجزة ، ولم يذكرها كلَّها .
ومعجزاته ومناقبه (صلّى الله عليه وآله) على أنواع :
فمِنْ المعاجز والمناقب ما حصل في الأجرام السماويّة ؛ كشقِّ القمرِ ، وردّ الشّمس ، وتضليلِ الغمام ، ونزولِ المطر والأطعمة والفواكه من السّماء .
ومن معجزاته (صلّى الله عليه وآله) ما حصل في الجمادات والنباتات ؛ كسلام الشّجر والمدر عليه ، ومشي الشّجر بأمره ، وتسبيح الحجر بيده ، وانقلاب الجذع سيفاً .
ومن معاجزه (صلّى الله عليه وآله) ما حصل في الحيوانات ؛ مثل تكلّم عجل آل ذريح وحثَّ النّاس على نبوَّته (صلّى الله عليه وآله) ، وتكلّم الرضيعُ والذئبُ والإبلُ والشّاةُ المسمومة معه (صلّى الله عليه وآله) .
ومنه : ما حصل في الموتى وشفاء المرضى ، وهي كثيرة جدّاً ، ومن معجزاته (صلّى الله عليه وآله) ما حصل مع الأعداء ؛ كهلاك المُستهزئين ، وأكل الأسد عُتبة بن أبي لهب ، ودفعه لشرِّ أبي جهل وأبي لهب وأمِّ جميل ، وعامر بن الطفيل ، وأزيد بن قيس ، ومعمر بن يزيد ، ونضر بن الحارث .
ومن المعاجز أيضاً استيلاؤه على الجنِّ والشّياطين ، وإيمان بعض الجنِّ به 6.
وأمّا فضائله (صلّى الله عليه وآله) ، فكان جواداً كريماً ، شجاعاً صادقاً أميناً حتّى دُعي في ذلك أيّام صباه ، واشتُهر بالصادق الأمين قبل نبوَّته (صلّى الله عليه وآله) ، فكان أعداؤه يعرفونه بالأمانة والصدق ؛ فهذا أبو جهل يقول : إنّا لا نُكذِّبك ، ولكنْ نُكذِّب بما جئتَ به .
كان كثير السّكوت ، وضحكه التَّبسّم ، وإذا جلس إليه أحدٌ لمْ يقمْ حتّى يقوم الذي جلس إليه .
كان واسع الصدر ، فعن أنس قال : إنّ النَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) أدركه أعرابيٌّ فأخذ بردائه ، فجذبه جذبةً شديدة حتّى نظرتُ إلى صفحة عُنق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقد أثّرت بها حاشية الرداء من شدّة جذبته ، ثُمَّ قال له : يا مُحمّد ، مر لي من مال الله الذي عندك . فالتفت إليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فضحك ، وأمر له بعطاءٍ .
ومن سموّ أخلاقه وفضائله ، ما رُوي : أنّه جيءَ باليهوديّة التي سمّتْ الشّاة للنَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) ، فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : { ما حَملكِ على ما صنعتِ ؟ } . فقالتْ : قلتُ : إنْ كان نبيّاً لم يضرّه ، وإنْ كان مَلكاً أرحتُ النّاس منه . فعفا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عنها .
ومن هنا وصفه القرآن بأنّه على خُلقٍ عظيم ؛ وذلك قوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } 7.
فمَن تتبع فضائله ومناقبه ، وسمو أخلاقه ومعاجزه قطع بأنّه المبعوث رحمة للعالمين ؛ لإخراجهم من الظلمات إلى النور .
4 ـ شمائله (صلّى الله عليه وآله) :
عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ، ولا الأبيض الأمهق ولا بالأدم ، ولا بالجعد القطط ولا بالسبط ، بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة ؛ فأقام بمكّة عشر سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، وتوفّاه الله على رأس ستّين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء .
والمقصود من الأمهق : الشّديد البياض بحيث يكون خالياً عن الحُمرة . والجعد : إذا كان فيه التواءٌ وانقباض . والقطط : الجعودة . والسبط : خلاف الجعد .
وتوفّاه الله وعمره ثلاث وستّين سنة .
وعن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال : { لم يكنْ النَّبيُّ (صلّى الله عليه وآله) بالطويل ولا بالقصير ، شَثن الكفَّينِ والقَدمينْ ، ضخم الرأسِ ، ضخم الكراديس ، طويل المسربة ، إذا مشى تكفّأ تكفؤاً كأنَّما ينحطّ من صببٍ ، لم أرَ قبله ولا بعده مثله } .
5ـ شهادته (صلّى الله عليه وآله) :
قُبض الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ـ على ما ذكره شيخ الطائفة في التهذيب ـ مسموماً ، يوم الاثنين في الثامن والعشرين من شهر صفر سنة عشرة من الهجرة ، وعلى المعروف أنّه في السّنة الحادية عشرة للهجرة ، وهكذا ينقطع الوحي الإلهي بعد وقتٍ ليس بقصير من التردّد بين الحضرة الربوبيّة والساحة الأحمديّة من الربط بين العالمين ؛ العالم العلوي والعالم السفلي .
وأمّا كيفية وفاته (صلّى الله عليه وآله) ووصاياه ، فأنّه (صلّى الله عليه وآله) لمّا تحقّق من دنوِّ أجله ، أخذ يُحذّر المسلمين من الفتنة بعده والخلاف عليه ، ويُؤكّد وصايتهم بالتمسك بالكتاب والسُّنة والوفاق ، ويحثّهم على الاقتداء بعترته (عليهم السّلام) والطاعة لهم ، والنُّصرة والحراسة والاعتصام بهم في الدِّين ، ويزجرهم عن الخلاف والارتداد ، وكان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الروايات ، أنّه قال : { أيُّها النَّاسُ ، إنِّي فرطكُمْ 8 وأنتُمْ واردون عليَّ الحوضَ ، ألا وإنّي سائلُكُمْ عَنْ الثّقلين فانظرُوا كيفَ تُخلِّفُونِي فيهما ؛ فإنّ اللطيفَ الخبيرَ نبَّأني أنّهما لنْ يفترقَا حتّى يلقيانِي ، وسألتُ ربِّي ذلك فأعطانيهِ . ألا وإنّي قدْ تركتُهما فيكم : كتابَ اللهِ وعترتي أهلَ بيتِي ، فلا تسبقوهُمْ فتفرَّقوا ، ولا تقصرُوا عنهُمْ فَتُهلكُوا ، ولا تُعلموهُمْ فإنّهم أعلمُ منكُمْ .
أيّها النّاسُ ، لا ألفينكُمْ بعدِي ترجعُون كفّاراً يضربُ بعضُكُمْ رقابَ بعض ، فتلقونِي في كتيبةٍ كمجرِّ السَّيلِ الجرّار ، ألا وإنَّ عليَّ بنَ أبي طالب أخي ووصيّي ؛ يُقاتِل بعدي على تأويل القرآنِ كما قاتلتُ على تنزيلِهِ . . . } . ونفس هذا الكلام الذي كرّره مراراً وفي مواضع وأزمنة مختلفة ، مُنع (صلّى الله عليه وآله) من كتابته ، ووصفوه بأنّه يهجر تارة ، وغلب عليه الوجع تارة أخرى ؛ خوفاً من كتابة الحقِّ واستقامة الاُمّة ، وزعموا أنّ النَّبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) خرج من الدُّنيا وترك الأمر شورى بين المسلمين ولم يوصِ لأحدٍ ، والحال أنّ النَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) لم يخرج في معركة أو غزوة أو سفر إلاّ وترك خليفة له ، وهو القائل لأمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب (ع): { يا علي ، مَن لمْ يُحسنْ وصيَّتَهُ عندَ موتِهِ كان نقصاً في مرؤتِهِ ، ولم يملكْ الشّفاعة } . فكيف وهو الصادق الأمين ، والذي لا ينطق عن الهوى أنْ يترك الاُمّة سُدىً بلا وصيٍّ ولا خليفة ؟!
وروي عن أبي رافع مولى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : لمّا كان اليوم الذي توفِّي فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) غُشي عليه ، فأخذت بقدميهِ اُقبّلهما وأبكي ، فأفاق وأنا أقول : مَن لي ولولدي بعدك يا رسول الله ؟ فرفع رأسه . وقال : { اللهُ بعدي ، ووصيِّ صالحُ المؤمنين} 9.
وعن جابر الأنصاري (رحمه الله) أنّه قال : كانت فاطمة (عليها السّلام) عند النَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) وهي تقول : { وا كرباه لكربِك يا أبتاه ! } . فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : { لا كرب على أبيكِ بعد اليوم يا فاطمة ، إنّ النَّبيَّ لا يُشقُّ عليه الجيبُ ، ولا يُخمشُ عليه الوجهُ ، ولا يُدعَى عليه بالويل ، ولكنْ قولِي كما قال أبوكِ على إبراهيم : تدمعُ العينان ، وقد يُوجعُ القلبُ ، ولا نقولُ ما يُسخطُ الربَّ ، وإنّا بكَ يا إبراهيمَ محزونون } 10.
وقال الشّيخ المفيد (رحمه الله) : ثُمَّ ثقل (صلّى الله عليه وآله) وحضره الموت ، وأمير المؤمنين (ع) حاضر عنده ، فلمّا قرب خروجُ نفسه ، قال (صلّى الله عليه وآله) له : { ضع يا عليّ رأسي في حجرِك فقد جاء أمرُ الله ، فإذا فاضتْ نفسي فتناولها بيدِكَ وامسح بها وجهك ، ثُمَّ وجّهني إلى القبلةِ وتولَّ أمري وصلِّ عليَّ أول النّاس ، ولا تُفارقني حتّى تُواريني في رمسي ، واستعنْ بالله تعالى } .
فأخذ عليّ (ع) رأسَهُ فوضعه في حِجره ، فأُغمي عليه ، فأكبَّت فاطمة (عليها السّلام) تنظر في وجهه وتندب وتبكي ، ثُمَّ قُبض (صلّى الله عليه وآله) ويدُ أمير المؤمنين (ع) اليمنى تحت حنكهِ ، ففاضت نفسه فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها ، ثُمَّ وجّهه وغمَّضه ومدَّ عليه إزاره ، واشتغل بالنظر في أمره .
وصاحت فاطمة (عليها السّلام) وصاح المسلمون ، وهم يضعون التراب على رؤوسهم ، وقال أبو عبد الله (ع) : { إنّ اللهَ لما قبضَ نبيَّه (صلّى الله عليه وآله) دخل على فاطمة (عليها السّلام) من وفاته من الحُزنِ ما لا يعلمُهُ إلاّ اللهُ عزّ وجل ، فأرسل اللهُ إليها مَلكاً يُسلِّي غمّها ويُحدّثها ، فشكت ذلك إلى أميرِ المؤمنين (ع) ، فقال لها : إذا أحسستِ بذلك وسمعتِ الصوتَ قولي لي . فأعلمته ذلك ، وجعل أميرُ المؤمنين (ع) يكتب كلَّ ما سمع حتّى أثبتَ من ذلك مُصحفاً } . قال (ع) : (( أما إنّه ليس فيه شيءٌ من الحلال والحرامِ ، ولكنْ فيهِ علمُ ما يكون )) .
وفي رواية اُخرى : إنّه كان جبرئيل (ع) يأتيها فيُحسن عزاها على أبيها ويُطيّب نفسها 11.
ثُمَّ شرع أمير المؤمنين (ع) بتغسيل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، واستدعى الفضل بن العبّاس فأمره أنْ يناوله الماء لغسله بعد أنْ عصَّب عينيه ، ثُمَّ شقَّ قميصَهُ من قِبل جيبه حتّى بلغ إلى سرَّته ، وتولّى غسلَهُ وتحنيطَهُ وتكفينَهُ ، والفضلُ يُعطيه الماءَ ويُعينه عليه { والملائكةُ كانت أعوانه أيضاً فغُسّل في قميصهِ } 12.
وروي : أنّه (ع) لمّا فرغ من تغسيله (صلّى الله عليه وآله) كشف الإزار عن وجهه ، ثُمَّ اكبّ عليه فقبّلَ وجهَهُ ومدّ الإزار عليه .
ثُمَّ تقدّم (ع) فصلّى عليه وحده ، لم يُشركه معه أحدٌ في الصَّلاة عليه ، وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمَن يَؤمُّهم في الصَّلاة عليه وأينَ يُدفن ، فخرج إليهم أمير المؤمنين (ع) ، وقال لهم : { إنّ رسولَ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) إمامنا حيّاً وميّتاً ، فيدخل عليه فوجٌ بعد فوجٍ منكُمْ ، فيُصلّون عليه بغير إمامٍ وينصرفون ، وإنَّ اللهَ لمْ يقبضْ نبيَّاً في مكانٍ إلاّ وقدْ ارتضاه لرمسه فيه ، وإنّي لدافنُهُ في حُجرتِهِ التِي قُبض فيها } . فسلّم القوم لذلك ورضوا به 13.
وروي عن بصائر الدرجات عن أبي عبد الله (ع) : { إنّه لمّا قُبض رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) هبط جبرئيل (ع) ومعه الملائكةُ والرُّوحُ الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر . قال : ففتحَ لأمير المؤمنينَ بصره فرآهم في مُنتهى السَّماوات إلى الأرض يُغسِّلون النَّبيَّ (صلّى الله عليه وآله) معه ، ويُصلّون معه عليه ، ويحفرون له . والله ، ما حفر له غيرُهم ، حتّى إذا وُضع في قبره نزلوا مع مَنْ نزلَ فوضعوه ، فتكلّم وفتح لأمير المؤمنين (ع) سمعه ، فسمعه (صلّى الله عليه وآله) يُوصيهم به فبكى ، وسمعهم يقولون :{ لا نألوه جُهداً وإنَّما هو صاحبُنا بعدك إلاّ أنّه ليس يُعاينُنا ببصره بعد مرَّتنا هذه } 14.
وهكذا انتقل الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) من هذه الدُّنيا بعد آلام طويلةٍ وصفها بأنّه : { ما اُوذيَ نبيٌّ بمثلِ ما اُوذيتْ } .
صلّى اللهُ عليك يا أبا القاسمِ يا حبيبَ اللهِ ورحمةُ اللهِ وبركاته .
حاجة الأمة للإمام بعد رحيل الرسول الأكرم (ص)
عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنـّه قال: { اللَّهُمَّ بلی، لا تخلو الأرضُ من قائمٍ لله ِبحُجّةٍ، إمّا ظاهراً مشهوراً وإمّا خائفاً مغموراً، لئلا تبطلَ حججُ اللهِ وبيّناتُه}15 .
هذا المقطع من كلام أميرالمؤمنين (ع) سيد البلغاء والمتكلّمين الذي كلامه أمير الكلام؛ بل كل شيء فيه أميرٌ، وهوالذي فقأ عيون البلاغة بكلمات حسب ما عبّر العروضي الشهير الخليل بن أحمد الفراهيدي، حيث قال: لقد فقأ علي بن أبي طالب× عيون البلاغة عندما قال: {إلهي كفی بي عزاً أن أكون لك عبداً، وكفی بي فخراً أن تكون لي رباً…}16 .
وعند قوله الآخر: {المرء مخبوءٌ تحت طيِّ لسانه لا طيلسانه}3.
وعلی أيّة حال فهذا المقطع من كلامه الشريف كان من ضمن الحكم التي وجّهها لكميل بن زياد النخعي، وهي من الحكم الجامعة لمحاسن الكلام، وقد خرج بكميل نحوالجبّانة، أي: المقبرة، ثُمَّ أصحر به، أي: أخذه نحو الصحراء، فلمّا وصلا تنفّس الصُّعَداء، ثُمَّ قال: {يا كميل، إنَّ هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، فاحفظ عني ما أقول لك}.
وبدأ يتدرّج معه في الحديث، إلی أن وصل به المقام إلی بيان ضرورة وجود الإمام، في قوله: {اللَّهُمَ بلی، لا تخلو الأرضُ من قائمٍ لله ِبحُجّةٍ، إمّا ظاهراً مشهوراً وإمّا خائفاً مغموراً، لئلا تبطلَ حججُ اللهِ وبيّناتُه }.
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: {كيلا يخلو الزمان ممّن هو مهيمن لله تعالی ومسيطر عليهم؛ وهذا يكاد يكون تصريحاً بمذهب الإمامية، إلاّ أنّ أصحابنا يحملونه علی أنّ المراد به الأبدال الّذين وردت الأخبار النبوية عنهم؛ أنـّهم في الأرض سائحون17} ، وهذا صرف لكلام أمير المؤمنين (ع) عن ظاهره بلا قرينة حالية، أومقالية، فلا يعتنی به، ولا يلتفت إليه.
فكل إنسان عاقل يفهم من كلام الأمير (ع) حاجة الاُمَّة إلی الإمام؛ إذ التعليل الذي ذكره الإمام (ع) لا يناسب إلاّ ذلك.
وذلك عند قوله {لئلا تبطل حجج الله وبيناته}، فهو يناسب أن يكون هناك من يكون قوله حجّة لله تعالی، وليس هناك مَن يكون قوله حجّة علی الناس إلاّ حجج الله، ومن جعلوه هم، فمن هنا اتَّضح أنَّ المقصود هو الإمام (ع).
أضف إلی ذلك ما ورد في نصوص عديدة عن الأئمة (ع) بأنّهم حجّة الله علی العباد، كما ورد في كتاب الكافي الشريف روايات وروايات بهذا الخصوص في كتاب الحجّة منه والذي يأتي بعد كتاب التوحيد مباشرة ً.
ومن هذهِ الروايات ما روي عن أبي عبدالله الصّادق (ع) أنــّه قال: {إنّ الحجَّة لا تقوم لله عزَّ وجلَّ علی خلقه إلا ّ بإمام حتّی يُعرف} 18.
الإمامة عند الشيعة:
إنّ الإمامة عند الشيعة تختلف في حقيقتها وجوهرها عمّا لدی أهل السُـنّة، فهي عندنا إمرة إلهية، وإستمرار لوظائف النبيّ والنبوة، سوی تحمّل الوحي الإلهي، ومقتضی هذا اتّصاف الإمام بالشروط المشترطة في النبي، وعلی هذا سوف يَنحصر طريق ثبوت الإمامة بتنصيص من الله، وتنصيبٍ من النبيِّ الأكرم (ص)، أوالإمام السابق.
أمّا عند غير الشيعة فهي لا تخضع إلی ميزان، بل ليس لها ميزان، فتارة ً يعتمدون علی تعيين السابق للّاحق، واُخری علی الشوری، وثالثة علی السيف، إلی غير ذلك. وهي ليست عندهم من الاُصول الاعتقادية، أمّا عندنا فهي أصل من الأصول الاعتقادية.
الأدلة على هذا الأصل:
الدليل الأول: الآيات والروايات
إنّ النبيّ الأكرم (ص) لم تكن مهمّته مقتصرة علی تلقّي الوحي الإلهي وتبليغه إلی الناس، بل كان يقوم بعدّة أمور:
منها: تفسيره للكتاب العزيز، وشرح مقاصده، وكشف أسراره، وهذا ما يبيّنه قوله سبحانه وتعالی: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}19.
ومنها: بيان أحكام الموضوعات التي تحدث في زمن دعوته (ص).
ومنها: دفع الشبهات، والجواب عن التساؤلات العويصة المريبة التي كان يثيرها أعداء الإسلام من يهود ونصاری.
ومنها: أنه (ص) كان يصون الدين من التحريف والدسِّ، ويراقبُ ما أخذه عنه المسلمون من اُصول ٍ وفروعٍ، حتّی لا تزلَّ فيه أقدامهم.
هذه جملة من الأمور التي مارسها النبيّ الأكرم (ص) أيام حياته الشريفة، ومن المعلوم أنَّ رحلته ستخلـّف فراغاً هائلاً في الوظائف المتقدّمة.
فلابُدّ من وجود مَن يسدّ هذا الفراغ الهائل؛ لأنّ الاُمَّة تحتاج إلی من يراقبها، ويوضّح لها، ويأخذ بها إلی الطريق المستقيم في كُلِّ زمانٍ وفي كُلّ مكان ٍ.
وإلا ّ كيف يترك الله تبارك وتعالی هذهِ الاُمَّة بلا شخصٍ يُرشدها، ويفسِّر لها، ويرد الشبهات التي تعرِض لها، أو التساؤلات التي تتلقاها.
خصوصاً إذا علمنا أنَّ الاُمَّة لم تصل إلی مقام العصمة في زمن النبيّ الأكرم (ص) حتّى تعرف مصلحتها أو ما تحتاج إليه، فكيف بها بعده؟!
وعليه فلا يمكن أن يكون هذا الفراغ الهائل دون أن يوجد مَن يشغله، فلا بُدّ ـ إذن ـ من وجود مَن يستودعه النبيّ الأكرم (ص) كُلّ ماتلقّاه من المعارف والأحكام، وأن تكون هذهِ الشخصية شخصية مثالية، لها كفاءة وقدرة على تقبُّلِ هذهِ المعارف والأحكام وتحمُّلِها.
الدليل الثاني: الأمة الإسلامية ومثلث الخطر المحدق
إنّ الدولة الإسلامية التي أسّسها النبيّ الأكرم (ص) كانت محاصرة ً حال وفاته (ص) من جهتي الشمال والشرق بأكبر إمبراطورتين عرفهما تاريخ تلك الفترة، وكانتا علی جانب ٍ كبير من القوة والبأس، وهُما: الروم والفرس، الروم من الشمال، والفرس من الشرق.
ويكفي في بيان خطورة إمبراطورية الفرس، ما كتبه ملكها إلی عامله باليمن ـ وذلك بعد أن وصلت إليه رسالة النبيّ (ص) تدعوه إلی الإسلام وقام بتمزيقها ـ : {إبعث إلی هذا الرجل بالحجاز، رجلين من عندك جَلْدَينِ فليأتياني به} 20.
هذه هي الأخطار الخارجية التي تواجهها الاُمَّة الإسلامية، وأمّا من الداخل، فقد كان الإسلام والمسلمون يعانون من وطأة مؤامرات المنافقين الذين كانوا يشكــّـلون جبهة عُدوانية داخلية، حتّی أنّ الباري عزَّوجلَّ أنزل فيهم سورة خاصة.
إذن، عدوّان خارجيان، وعدوٌّ داخلي، فالمثلّث تامٌّ، ومن المحتمل جداً أن يتّحد هذا المثلث، ليزلزل مابناه النبيّ الأكرم (ص)، فما هي الوظيفة مع وجود هذا الخطر العظيم؟.
هل الوظيفة هي تنصيب قائدٍ عارف حكيم ٍ له القدرة علی قيادة الاُمَّة ووظائفها حتّی يجتمع المسلمون تحت رايته، ويكونوا صّـفاً واحداً في مُقابل ذاك الخطر؟
أو أنَّ الوظيفةَ والمصلحة العامّة تقتضي تفويض الأمر إلی الاُمَّة حتّی يختاروا لأنفسهم أميراً، مع مايحكيه لنا التارخ من سيطرة الروح القبلية عليهم؟ 21
والجواب هو: إنَّ القائد العارف البصير هو مَن يعتني بالأوضاع الاجتماعية لاُمَّته، ويلاحظ الظروف المحيطة بها، ويرسم علی ضوئها مايراه صالحاً لمستقبلها، وعليه فلابدّ من تعيين القائد والمدّبر، لا دفع الأمر إلی الاُمَّة، ومتی عرفت الاُمَّة مصلحتها؟!
الدليل الثالث: نصب الإمام لـُطفٌ إلهي
والدليل الثالث والمهم في المقام هوما سلكه السيد المرتضی في الاستدلال حيث قال: إنَّ نصب الإمام لطف من الله علی العباد، واللُّطف واجبٌ علی الله تعالی لما تقتضيه حكمته؛ وذلك لأنَّ اللُّطف مايُـقرِّب إلی الطاعة ويُبعّد عن المعصية، ولو بالإعداد وبالضرورة أنَّ نصبَ الإمام كذلك؛ لما به من بيان المعارف والأحكام الإلهية، وحفظ الشريعة من الزيادة والنقصان، وتنفيذ الأحكام، ورفع الظلم والفساد ونحوها.
وأمَّا كونه واجباً عليه تعالی؛ فلأنَّ ترك اللُّطف من الله سبحانه وتعالی إخلال بغرضه ومطلوبه، وهوطاعة العباد له، وترك معصيته، فيجب نصبه لئــّـلا يُخِلَّ بغرضه 22.
ولذا استدل أصحاب الإئمة (ع) بأدلة قوية لبيان أهمية الإمام، منها هذه الرواية الشريفة: روى عليُّ بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن يعقوب، قال: كان عند أبي عبد الله (ع) جماعة من أصحابه، منهم حمران بن أعين، ومحمد بن النعمان، وهشام بن سالم، والطيّار، وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهوشابٌّ ـ فقال أبوعبد الله (ع): يا هشام، ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد، وكيف سألته؟ فقال هُشام: يا بن رسول الله إنــّي اُجِلُّكَ وأستحييك، ولا يعمل لساني بين يديك، فقال أبوعبد الله: إذا أمرتكم بشيء فافعلوا.
قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، فعظم ذلك عليّ، فخرجتُ إليه ودخلتُ البصرة يوم الجُمعة، فأتيتُ مسجد البصرة، فإذا أنا بحلقةٍ كبيرة فيها عمرو بن عبيد وعليه شملة ٌ سوداء متّـزر بها من صُوفٍ، وشملةٌ مرتدٍ بها، والناس يسألونه، فاستفرجتُ الناس، فأفرجوا لي، ثُمَّ قعدتُ في آخر القوم علی ركبتيّ، ثُمَّ قـُلتُ: أيُّها العالم، إني رجلٌ غريبٌ، تأذن لي في مسألةٍ؟ فقال لي: نعم، فقلتُ له: ألك عينٌ؟ فقال: يا بنيَّ أيَّ شيء هذا من السؤال؟ وشيء تراه كيف تسأل عنه؟ فقلتُ هكذا مسألتي، فقال: يا بني سَلْ وإن كانت مسألتك حمقاء، قـُلتُ: أجبني فيها، قال لي: سل.
قـُلتُ: ألك عينٌ؟ قال: نعم، قـُلتُ: فما تصنع بها؟ قال: أری بها الألوان والأشخاص، قـُلتُ: فلك أنفٌ؟ قال: نعم، قـُلتُ: فما تصنع به؟ قال: أشمُّ به الرائحة، قـُلتُ: ألك فمٌّ؟ قال: نعم، قـُلتُ: فما تصنع به؟ قال: أذوقُ به الطعام، قـُلتُ: فلك اُذُنٌ؟ قال: نعم، قـُلتُ: فما تصنع بها؟ قال: أسمعُ بها الصوت، قلتُ: ألك قلبٌ؟ قال: نعم، قلتُ: فما تصنع به؟ قال: اُميِّز به كلَّما ورد علی هذه الجوارح والحواسّ.
قـُلتُ: أوليس في هذهِ الجوارح غنیً عن القلب؟ فقال: لا، قـُلتُ: وكيف ذلك وهي صحيحة ٌ سليمة، قال: يا بنيّ إنَّ الجوارح إذا شكّت في شيءٍ شمّـته أورأته أوذاقته أوسمعته، ردتـَّه إلی القلب، فيستيقن اليقين ويُبطل الشكّ.
قال هشام: فقـُلت له: فإنّما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم، قـُلتُ: لابُدّ من القلب وإلاّ لم تستيقن الجوارح؟ قال: نعم، فقلتُ له: يا أبا مروان فالله تبارك وتعالی لم يترك جوارحك حتّی جعل لها إماماً يُصحّحُ لها الصحيح ويتيقن به ما شكّ فيه، ويترك هذا الخلق كـُلهم في حيرتهم وشكــّهم واختلافهم لا يقيمُ لهم إماماً يردوّن إليه شكــّهم وحيرتهم، ويقيمُ لك إماماً لجوارحك تردُّ إليه حيرتك وشكــّـك؟ قال: فسكت ولم يقـُلْ شيئاً.
ثم التفت إليَّ فقال لي: أنت هُشام بن الحكم؟ فقلتُ: لا، قال: أمن جُلسائه؟ قـُلت: لا، قال: فمن أين أنت؟، قال: قـُلتُ من أهل الكوفة، قال: فأنت إذاً هو، ثُمَّ ضمنــّي إليه، وأقعدني في مجلسه وزال عن مجلسه وما نطق حتّی قـُمت.
قال: فضحك أبوعبد الله (ع) وقال: ياهشام من علـَّمكَ هذا؟ قـُلتُ: شيءٌ أخذته مِنـْكَ وألــَّفته، فقال: هذا والله مكتوبٌ في صُحف إبراهيم وموسی23 .
- كنز الفوائد / 70 .
- نهج البلاغة 1 / 456 .
- تفسير مجمع البيان 7 / 323 .
- المقنعة / 456 .
- بحار الأنوار 15 / 293، ح14 .
- انظر : بحار الأنوار ج 17 / 359 ـ 405 وج 18 / 110 ـ 111 ، وغيره .
- سورة القلم / آية 4 .
- الفرط : السابق قومه .
- المناقب لابن شهر آشوب 3 / 47 .
- تفسير فرات الكوفي / 220 .
- الكافي 1 / 240 و 258 .
- الإرشاد 1 / 187 .
- الإرشاد / 100 .
- بصائر الدرجات / 225 .
- نهج البلاغة: قسم الحكم، الرقم: 147
- الخصال: 420، رواه عن الشعبي لا عن الخليل.
- شرح نهج البلاغة 18: 163.
- الكافی 1: 177 كتاب الحجة، ح2.
- سورة النحل: 44.
- تاريخ الطبري 2: 296.
- الكامل في التاريخ 2: 145 ؛ وانظر الإلهيات: 361.
- نقلنا ذلك من كتاب الإلهيات للشيخ جعفر السبحاني: 357 – 364.
- الكافي: 1: 169 – 171 كتاب الحجة ح3.