من الأسرة العظيمة التي أنجبت العظماء تفرع عملاق الأمة و مؤسس النهضة الفکرية و العلمية بما ورثه من آبائه فتزينت الأمة بنوره.
الإمام السادس من الأئمة الهداة و أبوه الإمام محمد الباقر، و أمه السيدة الزکية أم فروة بنت الفقيه قاسم بن محمد بن أبيبکر 1.
كانت ولادته في المدينة في 80 هجرية أو 83 هجرية، في شهر ربيع الأول2 .
و أسمه الشريف جعفر، و لقب بالقاب عديدة منها: الصادق و الطاهر، وکنيته أبوعبدالله.
عاش الإمام الصادق (ع) في مدينة جده بعيداً عن الصراع السياسي و تغيير موازين القوى بين الحکم الأموي و الحکم العباسي؛ و لکنه مع ذلک لم يسلم من ظلم الحاکمين فتعرض للمضايقات لمرات عديدة، و قد أجمع کل معاصري الإمام (ع) و المؤرخين و العلماء على فضله و عظم شخصيته و عمق أثره في الشريعة الإسلامية، و جهوده العلمية في جميع العلوم و المعارف، وخير دليل على ذلک أن مذهب أهل البيت (ع) قرن باسمه الشريف فيقال المذهب الجعفري، و قد اعتنى الإمام الصادق (ع) کأبيه (ع) ببناء جماعة صالحة مؤمنة بخط أهل البيت وحقانيتهم في مجال التشريع و الحکم و التربية؛ لتتحمل مسؤولية الدفاع عن الرسالة الإسلامية و تصون المجتمع عن الإنهيار.
و ظل الإمام الصادق (ع) معلماً في کل نواحي الحياة بسمّو أخلاقه و حرکته وسط الناس بيسر و عدم تکلّف، يسد الخلل للمحتاجين، و رغم ما هو عليه طاله ظلم الظلمة ليمضي شهيداً بالسم سنة 148هـ3 ، و يدفن في البقيع إلى جوار آبائه عليهم السلام.
- ـ صفة الصفوة2: 249.
- ـ ينابيع المودة :457.
- ـ شرح الشفاء 1: 124.
الإمام السادس من أئمة أهل البيت الإمام جعفر بن محمد الصادق× ولد الإمام الصّادق (ع) في السابع عشر من شهر ربيع الأوّل يوم إلاثنين سنة (83)، في اليوم الذي وُلِد فيه رسول الله (ص)، وهو يوم عظيم البركة.
اسمه الشريف جعفر، وكنيتهُ أبو عبد الله، ومِن ألقابه: الصابر والفاضل والطّاهر والصّادق، وهذا الأخير أشهرها. روى ابن بابويه والقطب الراوندي أنّ عليّ بن الحسين× سُئل: مَنِ الإمام بعدك؟ قال: {مُحَمّد ابني، يبقر العلم بقراً، ومن بعد مُحَمّد جعفرٍ، اسمه عند أهل السماء الصّادق}، قلتُ: كيف صار اسمه الصّادق وكلّكم الصّادقون؟ قال: {حدّثني أبي، عن أبيه، أنّ رسول الله’ قال: إذا وُلِد ابني جعفر بن مُحَمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسمّوه الصّادق، فإنّ الخامس الذي من ولده الذي اسمه جعفر يدّعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه، فهو عِندَ الله جعفر الكذّاب المفتري على الله}، ثُمَّ بكى عليّ بن الحسين (ع)، فقال: {كأنّي بجعفر الكذّاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله والمُغيّب في حفظ الله}، فكان كما ذكر.
ورُوي في شمائله (ع) أنّه: ربع القامة، أزهر الوجه، حالك الشعر جعد، أشم ألانف1 ، أنزع رقيق البشرة، دقيق السرية، على خدّه خالٌ أسود.
والدته الماجدة الجليلة المكرمة فاطمة، المكنّاة بأمِّ فروة بنت القاسم بن مُحَمّد بن أبي بكر. قال الإمام الصّادق (ع) في حقِّها: {كانت أمّي ممن آمنت واتّقت وأحسنت والله يُحبُ المحسنين}، قد وصفها (ع) في هذا الكلام الموجز فبيّن علوّ مقامها.
وكانت أم فروة من أتقى نساء زمانها وروت عن عليّ بن الحسين أحاديث، منها قوله لها: {يا أمّ فروة، إنّي لأدعو لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة مائة مرة ـ يعني إلاستغفار ـ لأنا نصبر على ما نعلم، وهم يصبرون على ما لا يعلمون}2 .
وقد ظهرت للإمام أبي عبد الله الصّادق (ع) كرامات ومعاجز حيّرت العقول وأذهلت إلالباب، ولو أردنا تتبعها لعجزنا عن ذلك قطعاً، لكن لا يمنع من الإشارة إلى بعضها.
ذكر الشّيخ مُحَمّد بن يعقوب الكليني في الكافي الشريف، عن الحسين بن مُحَمّد، عن المقلى بن مُحَمّد، عن بعض أصحابه، عن أبي بصير قال: كان لي جارٌ يتبع السلطان فأصاب مالاَ، فأعدّ قياناً، وكان يجمع الجميع إليه ويشرب المُسكر ويؤذيني، فشكوته إلى نفسه غير مرّة فلم ينته، فلمّا أن ألححتُ عليه، فقال لي: يا هذا، أنا رجلٌ مُبتلى وأنت رجلٌ معافى، فلو عرضتني لصاحبك رجوتُ أن ينقذني الله بك، فوقع ذلك له في قلبي، فلمّا صرتُ إلى أبي عبد الله (ع) ذكرتُ له حاله، فقال لي: {إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك، فقل له: يقول لك جعفر بن مُحَمّد: دع ما أنت عليه وأضمنُ لك على الله الجنة}.
فلمّا رجعتُ إلى الكوفة أتاني ممَّن أتى، فاحتبسته عندي حتّى خلا منزلي، ثُمَّ قلت له: يا هذا إني ذكرتك لأبي عبد الله جعفر بن مُحَمّد الصّادق‘، فقال لي: {إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك، فقُل له: يقول لك جعفر بن مُحَمّد: دعْ ما أنت عليه، وأضمن لك على الله الجنَّة}. قال: فبكى ثُمَّ قال لي: الله، لقد قال لك أبو عبد الله هذا؟ قال: فحلفتُ له أنّه قد قال لي ما قلتُ، فقال لي: حسبُك، ومضى، فلمّا كان بعد أيام بعث إليّ فدعاني، وإذا هو خلف داره عريان، فقال لي: يا أبا بصير لا والله، ما بقي في منزلي شيءٌ إلا وقد أخرجته، وأنا كما ترى، قال: فمضيتُ إلى إخواننا فجمعتُ له ما كسوته به، ثُمَّ لم تأتِ عليه أيام يسيرة حتّى بعث الي أني عليل فأتني، فجعلتُ أختلف إليه وأعالجه حتّى نزل به الموت، فكنتُ عنده جالساً وهو يجود بنفسه، فغشى عليه غشية، ثُمَّ أفاق، فقال لي: يا أبا بصير قد وفى صاحبك لنا، ثُمَّ قُبض (رحمة الله عليه) فلمّا حججتُ أتيتُ أبا عبد الله (ع)، فأستاذنت عليه، فلمّا دخلتُ قال لي ابتداءً من داخل البيت وإحدى رجلي في الصحن والأخرى في دهليز داره: {يا أبا بصير، قد وفينا لصاحبك}3 .
- الشمم: ارتفاع قصبة الأنف وحُسنها، واستواء أعلاها. (انظر: الصحاح 6: 2163، معجم مقاييس اللغة 3: 175).
- الكافي 1: 472 ح1، عيون المعجزات: 76.
- الكافي 1: 474، ح5، وانظر: كشف الغمة 2: 410، مدينة المعاجز 5: 309، بحار الأنوار 47: 145.
- كانت شهادته (ع) مسموماً في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148 للهجرة، ودفن في المدينة في مقبرة البقيع إلى جنب والده الإمام الباقر (ع) وجده الإمام زين العابدين (ع) وعمّه الإمام الحسن المجتبى (ع).
1ـ ولادتـه (ع):
ولد الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (ع) بالمدينة يوم الاثنين السابع عشر من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وثمانين من الهجرة وهو اليوم الذي وُلد فيه النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله)1. وهو شريف عظيم البركة ولم يزل الصالحون من آل محمد (عليهم السلام) من قديم الأيام يُعظمّون حقّه ويرعون حُرمته وفي صومه فضل كبير وثواب جزيل ويستحبّ فيه الصدقة وزيارة المشاهد المشرفة والتطوّع بالخيرات وإدخال المسرّة على أهل الإيمان2.
أمّه (ع) النجيبة الجليلة المكرمّة فاطمة المعروفة بأم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأمها أسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر. قال أبو عبدالله (ع): «كانت أمّي ممّن آمنت واتقت وأحسنت والله يحبُّ المحسنين»3.
وعن عبدالأعلى قال: رأيت أم فروة تطوف بالكعبة عليها كساء متنكرة فاستلمت الحجر بيدها اليسرى فقال لها رجل: ياأمّة الله أخطأت السنة.
فقالت: إنّا لأغنياء عن عِلمك4. قال عنها المؤرخ الشهير المسعودي: كانت من أتقى نساء زمانها وروت عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أحاديث منها قوله لها: ياأم فروة إني لأدعو لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة مائة مرة يعني الاستغفار لأنا نصبر على ما نعلم وهم يصيرون على ما لا يعلمون5.
2ـ في فضائله ومناقبه ومعاجزه (ع):
قال السيد الشافعي في نور الأبصار في أحوال أبي عبدالله الصادق (ع) ما هذا لفظه: ومناقبه كثيرة تكاد تفوت عد الحاسب ويُحار في أنواعها فهم اليقظ الكاتب روى عنه جماعة من أعيان الأئمة وأعلامهم6.
وقال الشيخ المفيد (رحمه الله) في الإرشاد: وكان الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) من بين إخوته خليفة أبيه محمد بن علي (عليهما السلام) ووصيه والقائم بالإمامة من بعده وبرز على جماعتهم بالفضل وكان أنبههم ذِكراً وأعظمهم قدراً وأجلهم في العامة والخاصة ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلدان ولم ينقل عن أحدٍ من أهل بيته العلماء ما نقل عنه ولا لقي أحد من أهل الآثار ونقلة الأخبار ولا نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبدالله (ع) فأن أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات فكانوا أربعة آلاف رجل7.
وكان له (ع) من الدلائل الواضحة في إمامته ما بهرت القلوب وأخرست المخالف عن الطعن فيها بالشبهات.
ورُوي عنه (ع) أنه قال: «إني أتكلم على سبعين وجهاً لي من كلها المخرج8» ودخل إليه سفيان الثوري يوماً فسمع منه كلاماً أعجبه فقال: هذا والله ياابن رسول الله الجوهر فقال له: بل هذا خيرٌ من الجوهر وهل الجوهر إلا الحجر9.
وروي أنه (ع) كان يتلو القرآن في صلاته فغشي عليه فسئل عن ذلك فقال: «ما زلت أكرّر آيات القرآن حتّى بلغت إلى حال كأنني سمعتها مشافهة ممّن أنزلها»10.
ورُوي أن المنصور سهر ليلة فدعا الربيع وأرسله إلى الصادق (ع) أن يأتي به قال الربيع: فصرت إلى بابه فوجدته في دار خلوته فدخلت عليه من غير استئذان فوجدته معفّراً خدّيه مبتهلاً بظهر يديه قد أثر التراب في وجهه وخدّيه11.
وروى الشيخ الكليني (رحمه الله) عن المفضل بن عمر قال: وجه أبو جعفر المنصور إلى الحسن بن زيد وهو واليه على الحرمين أن أحرق على جعفر بن محمد داره فألقى النار في دار أبي عبدالله (ع) فأخذت النار في الباب والدهليز فخرج أبو عبدالله (ع) يتخطّى النار ويمشي فيها ويقول: «أنا ابن أعراق الثرى، أنا ابن إبراهيم خليل الله (ع)»12.
وروى الشيخ الكليني (رحمه الله) عن جمعٍ من أصحاب الإمام الصادق (ع) انّهم قالوا: كنّا عند أبي عبدالله (ع) فقال: «عندنا خزائن الأرض ومفاتيحها ولو شئت أن أقول بإحدى رجلي أخرجي ما فيك من الذهب لأخرجت». قال: ثم قال بإحدى رجليه فخطّها في الأرض خطّاً فانفجرت الأرض. ثم قال بيده فأخرج سبيكةً ذهبية قدر شبر ثم قال: «انظروا حسناً». فنظرنا فإذا سبائك كثيرة بعضها على بعضٍ يتلألأ فقال له بعضُنا: جُعلت فداك أعطيتم ما أعطيتم وشيعتكم محتاجون؟ قال: فقال: «إن الله سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة ويُدخلهم جنات النعيم ويُدخل عدوّنا الجحيم»13.
3ـ شهادته (ع):
قبض أبو عبدالله الصادق (ع) في الخامس والعشرين من شهر شوّال من سنة ثمان وأربعين ومائة مسموماً في عنبٍ سمّه المنصور وله خمس وستون سنة14.
نقل عن مشكاة الأنوار: إنه دخل بعض أصحاب أبي عبدالله (ع) في مرضه الذي توفي فيه إليه وقد ذبل فلم يبق إلاّ رأسه فبكى، فقال: لأبي تبكي؟ فقال: كيف لا أبكي وأنا أراك على هذه الحال! قال: «لا تفعل فأن المؤمن تعرض عليه كل خير إن قطع أعضاؤه كان خيراً له وإن مَلَك ما بين المشرق والمغرب كان خيراً له»15.
وروى الشيخ الصدوق عن أبي بصير، قال: دخلت على أم حميدة أعزّيها بأبي عبدالله (ع) فبكيت وبكيتُ لبكائها ثم قالت: ياأبا محمّد لو رأيت أبا عبدالله (ع) عند الموت لرأيت عجباً فتح عينيه ثم قال: اجمعوا لي كل مَن بيني وبينه قرابة. قالت: فلم نترك أحداً إلاّ جمعناه قالت: فنظر إليهم ثم قال: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة»16.
وهكذا ختم (ع) حياته بهذه الوصية الشريفة المهمة والتي يؤكّد فيها على أهمية الصلاة وعدم الاستخفاف بها بأي وجهٍ من وجوه الاستخفاف ودُفن (ع) بالبقيع مع أبيه الباقر وجدّه السجاد والإمام الحسن المجتبى (عليهم السلام) وكان هو (ع) آخر إمام من الأئمة المعصومين الاثني عشر الذين دُفنوا بالبقيع. مع جدتهم فاطمة بنت أسد أم الإمام أمير المؤمنين (ع).
وروي عن عيسى بن داب قال: لمّا حُمل أبو عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السلام) على سريره وأخرج إلى البقيع ليدفن قال بعض شعراء أهل البيت (عليهم السلام).
أقـول وقـد راحوا به يحملونه عـلى كاهل من حامليه وعاتق
أتدرون ماذا تحملون إلى الثرى ثبيراً ثوى من رأس علياء شاهق
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه تـراباً وأولى كان فوق المفارق17
4ـ في ثواب زيارة أئمة البقيع (عليهم السلام):
روى الشيخ المفيد (رحمه الله) في المقنعة، باب فضل زيارة علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد (عليهم السلام) رُوي عن الصادق (ع) أنه قال: «مَن زارني غفرت له ذنوبه ولم يمت فقيراً»18.
وروي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) أنه قال: «مَن زار جعفراً وأباه لم يشكُ عينه ولم يصبه سقم ولم يمت مبتلى»19.
وروي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «مَن زار إماماً من الأئمة وصلى عنده أربع ركعات كتبت له حجّة وعمرة»20.
وقيل للصادق (ع): ما حكم مَن زار أحدكم؟
قال: «يكن كمن زار رسول الله (صلّى الله عليه وآله)»21.
وروي عن الإمام الرضا (ع) أنه قال: «إنّ لكل إمام عهداً في أعناق شيعته وأوليائه وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كانوا شفعاءه يوم القيامة»22.
فالمرجو من المسلمين خصوصاً حجيج بيت الله الحرام أن لا يتهاونوا في ذلك فأنه من تمام الحج وفيه إدخال السرور على قلب المصطفى الأكرم (صلّى الله عليه وآله).
- دلائل الامامة: 111.
- مسار الشيعة: 50.
- وسائل الشيعة 20 : 298.
- الكافي 4 : 428، ح6.
- إثبات الوصية: 154.
- نور الابصار: 160.
- الارشاد 2 : 179.
- بحار الأنوار 47 : 32.
- مناقب آل أبي طالب 3 : 373.
- بحار الأنوار 18 : 169.
- بحار الأنوار 47 : 188.
- مناقب آل أبي طالب 3 : 362.
- بصائر الدرجات: 394.
- دلائل الامامة: 246.
- فقه الرضا (×): 360.
- بحار الأنوار 47 : 2.
- بحار الأنوار 47 : 332.
- المقنعة: 73.
- وسائل الشيعة (الإسلامية) 10 : 426.
- المقنعة: 74.
- المقنعة: 474.
- المصدر السابق نفسه.