A man beating his chest symbolically in alignment with the Shi’a ritual known as “Latam” or chest-beating. Such a practice is commonly re-enacted by the Shi’a in conjunction with oral Eelogies which re-enact and recount the tragic killing of Imam al-Husayn (a.s) at Karbala.
كربلاء اسم قُرن بالحزن والألم، كربلاء فاجعةٌ ألمّت بأهل بيت رسول الله محمّد (ص)، كربلاء يومٌ على آل الرسول عظيمٌ، وهو يوم الحسين الذي يقول عنه إمامنا الرضا (ع):>إنَّ يوم الحُسين أقَرح جفونَنا ، وأسبلَ دموعَنا ، وأذلَّ عزيزَنا ، بأرض كربٍ وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء ، إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون ، فإنَّ البكاء يحطّ الذنوب العظام< .1
ولأذكر لكم ما جرى في كربلاء بشكل مختصر جداً، إنّ ما حدث في كربلاء هو أنّ يزيد بن معاوية أمر واليه في المدينة أن يكره الإمام الحسين (ع) على بيعة يزيد شارب الخمر وقاتل النفس والآكل حقوق الأيتام والأرامل وناهب بيت المال، وبطبيعة الحال أنّ الإمام الحسين يستحيل أن يقبل هذه البيعة ، ولذا أمتنع أشدّ الإمتناع، ورفض بيعة الطاغية يزيد، ثم خرج الإمام الحسين (ع) من مدينة جده رسول الله (ص) إلى حرم الله الآمن مكة المكرّمة، لكن حاول عملاء يزيد أن يقتلوا الإمام (ع) وهو في موسم الحج لكن الإمام خرج من مكة إلى العراق؛ لكثرة شيعته وأنصاره هناك ، لكن البعض منهم لم يفِ بالبيعة لظروف ليس هنا محل تفصيلها، والبعض الآخر ـ وهم القلة القليلة ـ وقو بأنفسهم وبآخر قطرة دم روّت أرض كربلاء المقدّسة، وصل الإمام الحسين (ع) إلى العراق فضيّق عليه جيش يزيد بقيادة عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد، فلجأ إلى الأرض المعروفة كربلاء المقدّسة فطلبوا منهالبيعة، فلم يقبل أيضاً، فبدأ القتال في اليوم العاشر من محرّم الحرام سنة 61هـ ،والإمام الحسين (ع) بأهل بيته وأصحابه المخلصين لم يتجاوزوا المئة فقط، وجيش عمر بن سعد بلغ العشرات من الألوف حتى روي أنه بلغ خمسة وثلاثين ألفاً أو أكثر، فجرى القتال بينهم وسطر أهل بيت الحسين مثل أبي الفضل العباس وعلي الاكبر والقاسم بن الإمام الحسن المجتبى (ع) وغيرهم أروع البطولات وهكذا أصحاب الإمام الحسين ، إلى أن صرعوا بأجمعهم على أرض كربلاء ولم يبقَ إلاّ الإمام الحسين (ع) فخاض الحرب بنفسه فأحاطوا به من كل جانب فقاتل قتال الأبطال إلى أن خضبت شيبته بدمه الطاهر وصرع على ارض كربلاء، وسبوا عيالاته وأهل بيته وأخذوهم أسرى مقيدين إلى أرض الشام حيث يزيد اللعين ومعهم الإمام زين العابدين (ع).
- أمالي الشيخ الصدوق : 191.
بإنّ التخطيط لواقعة كربلاء إلهي، وأنّ الله سبحانه وتعالى قد عهد للإمام الحسين (صلوات الله عليه)، وأمره ـ عن طريق النبي (صلّى الله عليه وآله) بتنفيذ مشروع ينتهي باستشهاده واستشهاد مَنْ معه، وجميع ما حدث من مآسٍ وفجائع.
وكان له (عليه السّلام) بما يمتلك من مؤهّلات ذاتية وشخصية الدور المتميّز في تنفيذ المشروع المذكور وفاعليته، وتحقيق أهدافه السامية.
كلّ ذلك لمصالح عظمى تناسب حجم التضحية وأهميتها قد علم الله (عزّ وجلّ) بها. وربما ظهر لنا بعضها.
وقد نجح (صلوات الله عليه) في مشروعه، وحقّق ما أراد، وتكلّل سعيه بالنجاح والفلاح، وكان عاقبته الفتح المبين.
وإنّ مَنْ أشار عليه بعدم الخروج قد خفي عليهم وجه الحكمة، كما خفي على المسلمين وجه الحكمة في صلح الحديبية؛ فاستنكروه على النبي (صلّى الله عليه وآله)، وكما خفي على كثير من أصحاب الإمام الحسن (صلوات الله عليه) وغيرهم وجه الحكمة في صلحه لمعاوية؛ فأنكروا عليه... إلى غير ذلك من الأمور الغيبية التي قد يخفى وجهها. والناس أعداء ما جهلوا، بل قد يكونون معذورين لجهلهم.
ونحن الشيعة حيث إنّنا نؤمن بعصمة الإمام الحسين وسائر الأئمّة (صلوات الله عليهم) لا بدّ من أن نتبنّى التفسير الثاني للنهضة المباركة، ولجميع ما صدر من الأئمّة (صلوات الله عليهم) في التعامل مع الأحداث.
ومع ذلك فنصوصنا مستفيضة عن النبي والأئمّة (صلوات الله عليهم أجمعين) بما يؤكّد التفسير المذكور.
نكتفي منها بصحيح ضريس الكناسي عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السّلام) قال: قال له حمران: جُعلت فداك ! أرأيت ما كان من أمر علي والحسن والحسين (عليهم السّلام)، وخروجهم وقيامهم بدين الله (عزّ وجلّ)، وما أُصيبوا من قتل الطواغيت إيّاهم والظفر بهم حتى قُتلوا وغُلبوا؟
فقال أبو جعفر (عليه السّلام): «يا حمران، إنّ الله تبارك وتعالى [قد] كان قدّر ذلك عليهم وقضاه، وأمضاه وحتمه، ثمّ أجراه؛ فبتقدّم علم ذلك إليهم من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قام علي والحسن والحسين (عليهم السّلام)، وبعلم صمت مَنْ صمت منّا».
وحديث العمري عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام) قال: «إنّ الله (عزّ وجلّ) أنزل على نبيّه (صلّى الله عليه وآله) كتاباً قبل وفاته، فقال: يا محمّد هذه وصيتك إلى النُجَبَة من أهلك... فدفعه النبيّ (صلّى الله عليه وآله) إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) وأمره أن يفكّ خاتماً منه ويعمل بما فيه، ففكّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) خاتم وعمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى ابنه الحسن (عليه السّلام) ففكّ خاتماً منه وعمل بما فيه، ثمّ دفعه إلى الحسين (عليه السّلام) ففكّ خاتماً فوجد فيه: أن اخرج بقومٍ إلى الشهادة، فلا شهادة لهم إلاّ معك، واشترِ نفسك لله (عزّ وجلّ)؛ ففعل، ثمّ دفعه إلى عليّ بن الحسين (عليهم السّلام)...».
هذا و أنّ التفسير بكون التخطيط لفاجعة كربلاء ظلمٌ لسيّد الشهداء (صلوات الله عليه)، واستهوان بنهضته المقدّسة؛ وهو يبتني على تجاهل كثير من الحقائق الثابتة تاريخياً، كما يظهر ممّا يأتي إن شاء الله.
وليس ذلك من أجل اعتقادنا بعصمة الإمام الحسين (عليه السّلام)، ولا من أجل الأحاديث التي أشرنا إليها، بل لأنّه قد استفاض الحديث، بل تواتر عن النبي (صلّى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وأهل البيت (عليهم السّلام) بمقتل الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، كما استفاض الحديث عن الإمام الحسين (عليه السّلام) نفسه بذلك.
ويتّضح ذلك بالرجوع لمصادر الحديث والتاريخ الكثيرة، ويأتي منّا ذكر كثير من ذلك.
بل يبدو أنّ ذلك قد شاع وعُرف بين الناس قبل حصوله؛ فقد روي أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) خطب في المسلمين، وأخبرهم بقتل الحسين (عليه السّلام) فضجّ الناس بالبكاء، فقال (صلّى الله عليه وآله): «أتبكون ولا تنصرونه؟!...».
وروى الطبراني بسنده عن عائشة حديثاً طويلاً يتضمّن إخبار النبي (صلّى الله عليه وآله) لها بقتل الإمام الحسين (عليه السّلام) بالطفّ، وفيه: ثمّ خرج إلى أصحابه ـ فيهم علي وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمّار وأبو ذرّ (رضي الله عنهم) ـ وهو يبكي، فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟!
فقال: «أخبرني جبرئيل أنّ ابني الحسين يُقتل بعدي بأرض الطفّ، وجاءني بهذه التربة، وأخبرني أنّ فيها مضجعه».
إقامة مأتم العزاء
روي عن الأئمة (عليهم الصلاة والسلام) روايات كثيرة في لزوم إحياء ذ؛ر الحسين (عليه السلام) منها ما روي عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) في حديث زيارة الحسين (عليه السلام) من قرب وبعد ـ قال: ثمّ ليندب الحسين ويبكيه، ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه، وليُعزّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (عليه السلام) وأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك عى الله جل وعلا جميع ذلك ـ يعني ثواب ألفي حجة وألفي غزوة خلف النبي (صلى الله عليه وآله) ـ فقال أي الراوي: أنت الضامن لهم ذلك والزعيم؟! قال صلى الله عليه وآله: أنا الضامن والزعيم لمن فعل ذلك.
ورُوي أن الأئمة عليهم السلام كانوا يقيمون مجالس العزاء ويبكون ويأمرون بذلك ويحثون عليه بالقول والفعل.
فقد رُوي انه ما ذُكر الحسين (عليه السلام) عند أبي عبد الله (عليه السلام) مبتسماً في ذلك اليوم الى الليل، وكان عليه السلام يقول: الحسين عليه السلام عبرة كل مؤمن.
وروي انه أشرف مولى لعلي بن الحسين عليهما السلام وهو في سقيفة له ساجد يبكي، فقال له: يا مولاي يا علي بن الحسين أما آنَ لحزنك أن ينقضي؟
فرفع رأسه إليه وقال: ويلك ـ أو ثكلتك أمك ـ والله لقد شكى يعقوب إلى ربه في أقل ما رأيتُ حتى قال: «يا أسفي على يوسف»، إنه فقد ابناً واحداً وأنا رأيت أبي وجماعة أهل بيتي يُذبحون حولي.
قال وكان علي بن الحسين عليهما السلام يميل إلى ولد عقيل، فقيل له: ما بالك تميل إلى بني عمك هؤلاء دون آل جعفر؟
فقال: إني أذكر يومهم مع أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام فأرق لهم.
وعن أبي هرون المكفوف قال: قال لي أبو عبد الله عليهم السلام يا أبا هرون أنشدني في الحسين عليه السلام، قال فأنشدتُه فبكى، فقال: أنشدني كما تُنشدون ـ يعني بالرقّة ـ قال: فأنشدتُه:
أمرر على جدث الحسين
فقل لأعظمه الزكية
قال: فبكى، ثم قال: زدني، قال: فأنشدتُه القصيدة الأخرى، قال: فبكى، وسمعتُ البكاء من خلف الستر، قال: فلما فرغتُ قال لي:
يا أبا هارون من أنشد في الحسين عليه السلام شعراً فبكى وأبكى عشراً كُتِبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعراً وأبكى واحداً كُتبت له الجنة، ومن ذُكِر الحسين عليه السلام عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة.
المصادر:
فاجعة الطف للمرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم
الشعائر الحسينية للمرجع الديني الشيخ بشير النجفي